Thursday, March 20, 2014
9:42 PM

الجاموس


الجاموس buffalo هو الاسم الشائع لعدة أنواع من
المجترات من العائلة البقرية Family Bovidae المستوطنة في إفريقية وآسيا، ويطلق هذا الاسم أيضاً، خطأً. على البيزون Bison في أمريكة الشمالية. وتقدر منظمة الغذاء والزراعة FAO عدد الجواميس في العالم بنحو 160 مليون رأس منتشرة برياً أو مستأنس في عدد كبير من البلاد.
ترتبط معيشة الجاموس المائي البري Bubalus arnee بالمستنقعات والأنهار ويقضي معظم النهار في الماء، وقد كانت حيواناته تجوب المناطق من شرق نيبال والهند إلى فييتنام شرقاً وماليزية جنوباً ولكن أعداده تضاءلت كثيراً ويقدر أن ماتبقى منها يعيش في بوتان Bhutan والهند ونيبال وتايلند فقط. والجاموس البري التايلندي هو الأكبر حجماً بين أصناف الجاموس البري. ويعود تناقص أعداده إلى تزاوجه مع الجاموس المدجن وتلاشي البيئات التي كانت ترعى فيها بسبب تحويلها إلى مناطق زراعية، إلى جانب صيد العديد منها. وقد قدر أن ما تبقى من الجاموس البري عام 2000 لا يتجاوز 4000 رأس.


يدعى النوع Bubalus bubalis باسم الجاموس الهندي أو المائي، وهو نوع آسيوي المنشأ دجن من أسلافه من الجاموس البري، وعرف في الصين خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، ويقال إن الجاموس ظهر في مصر بعد الفتح العربي في القرن التاسع، كما نقله الفرنجة أبان الحروب الصليبية إلى أوربة في العصور الوسطى فتأقلم مع مناطقها الباردة. تبدو حيواناته ضخمة الجثة قوية البنيان قد يصل وزن الذكر منها إلى نحو 800كغ. وينتشر في عدد كبير من البلدان مثل الهند والصين والباكستان وصولاً إلى مصر وبلغارية وإيطالية وروسية وألبانية وإندونيسية وشمالي أسترالية وغيرها.
ثمة نموذجان من الجاموس المائي:
1- الجاموس النهري الذي طورت صفاته الإنتاجية الجيدة في الهند والباكستان وفي مصر وغيرها أساساً حيث يتميز بإنتاجه الجيد من الحليب، كما يستعمل أيضاً لإنتاج اللحم، ويقدر منه نحو 18 عرقاً breeds تظهر صفات مختلفة. لون الحيوانات أسود أو رمادي، الوجه لديها طويل وقرونها ملتوية إلى الأسفل والخلف ثم تنحني حلزونياً إلى الأعلى، وتبقي رؤوسها مرفوعة بشكل أكثر من بقية أصناف الجاموس، وتؤمن لها حوافرها الضخمة قدرة جيدة على السير والجر في المناطق الطينية. وتكون الفروق بين الذكور والإناث أكثر وضوحاً في الجاموس النهري عنها في جاموس المستنقعات. وقد كُوِّنت سلالات جديدة جيدة في عدة بلدان، واستعمل في إنتاج بعضها ذكور منتقاة من الهند والباكستان. وتأتي مجموعة الموره Murrah في مقدمة الجاموس النهري، متضمنة عروقاً جيدة (مثل الجاموس الذي يعرف أيضاً باسم دلهي Delhi) والـنيلي-رافي Nili-Ravi والكوندي Kundi وغيرها، وتنتج إناث هذه العروق (في المراكز الحكومية) نحو 1360كغ من الحليب (بنسبة دهن قدرها 7%) من عرق الموره، و2000كغ من إناث كل من عرقي النيلي-رافي والكوندي وذلك في مواسم إنتاجية تقارب 300 يوماً. أما الجاموس المصري، فيزيد تعداده على مليوني رأس يعيش معظمها في المناطق الشمالية، وتتميز منها عدة عروق مهمة مثل «الصعيدي» و«المنوفي» و«البحيري»، وتشاهد فيها اختلافات شكلية وإنتاجية ملموسة ويراوح الوزن عادة بين 360 ـ 800كغ، ويقدر متوسط إنتاج الأنثى في المراكز الحكومية بنحو 1700كغ من الحليب، وهو أقل من 1000كغ لدى المربين العاديين، أما في سورية فلا يزيد عدده على 2500 رأس موزعة في منطقتين هما القامشلي على ضفاف نهر الخابور (حوالي 2200 رأس) والغاب، وهناك بعض الاختلافات الشكلية بينهما. ويصل إنتاج أنثى الجاموس السوري في المحطات الحكومية إلى 1500كغ من الحليب في 250 يوما تقريباًً. حليبها غني بالدهن وتبلغ نسبته نحو 7.4%، ويباع في منطقة القامشلي على شكل منتج يشبه القشدة (ويدعى قيمر). وفي العراق يزيد تعداد الجاموس عن 300000 رأس، ويعتقد أنه وصل إلى البلاد في العهد العباسي، وقد وصل وزن بعض الحيوانات في محطة حكومية قرب البصرة إلى 900كغ، ويراوح إنتاج الحليب بين 1500 و1800كغ. كما يصنع الجبن ومنتجات أخرى منه في البلاد التي يوجد فيها، ويشتهر منها خاصة جبن الموزاريلا Mozzarella في إيطالية إذ يبلغ إنتاج الأنثى هناك بين 1500 و2200كغ من الحليب.
2- جاموس المستنقعات، وهو حيوان العمل الأكثر انتشاراً في جنوب شرقي الصين والمناطق المنتجة للأرز في جنوب شرقي آسيا. وينتشر في الكثير من البلدان والفيليبين وفييتنام وتايلند وبورمة وماليزية وإندونيسية، و نقل بنجاح إلى بلدان أخرى مثل أسترالية والبرازيل وترينيداد، وتكون في البرازيل عرق أطلق عليه اسم روزيلو Rosilho. حيوانات جاموس المستنقعات زرقاء اللون عند الولادة وتصبح فيما بعد رمادية مزرقة اللون، قصيرة الذيول، وجوهها قصيرة وأجسامها قوية ولكنها قصيرة الحجم ورقابها طويلة نسبياً. أكتاف هذا النوع وقوائمه الأمامية قوية، ولكن القوائم الخلفية رديئة التطور، أما قرونه فهي تنمو إلى الخارج، وتنحني بشكل نصف دائرة، ولكنها تظل دوماً في مستوى الجبهة. ويراوح الوزن بين 350 و500 أو 600كغ حسب المناطق التي يعيش فيها. وعلى العكس من ذلك فإن هنالك سلالات صينية تتصف بالحجم الصغير فلا يتجاوز وزن الحيوان البالغ منها 250كغ. ويحب جاموس المستنقعات أن يغطي جسمه بطبقة من الطين، على عكس النوع النهري الذي يفضل المياه الأعمق.
يعيش الجاموس الإفريقي Syncerus caffer، ويسمى أيضاً جاموس الكاب Cape، في عدة بلدان إفريقية جنوب منطقة الصحراء الكبرى Sahara، وهو غير مستأنس، حيواناته بنية غامقة إلى سوداء اللون، وهي ضخمة الجثة قد يصل وزن الذكر منها إلى نحو 900كغ، وتتصف بقرون ضخمة تنحني نحو الأسفل ثم إلى الأعلى والداخل، وتعيش في قطعان كبيرة العدد، ولكن عددها تناقص نتيجة لأعمال الصيد والأمراض.
وهناك نوع آخر يدعى أناو(Anao depressicornis) Anao ، حيواناته صغيرة الحجم سوداء اللون أو ضاربة إلى البني، وقد تمتلك بقعاً بيضاء في عدة مناطق من أجسامها، وتعيش في غابات جزيرة سولاويسي (Celebes) Sulawesi الإندونيسية. ويكاد هذا النوع أن ينقرض أيضاً بسبب صيد حيواناته للاستفادة من لحومها وقرونها وجلودها. أما النوع المسمى تاماراو (Bubalus minderoensis) tamarao فيوجد في جزيرة مندورو Mindoro في الفيليبين، ويسمى أيضاً جاموس ميندورو، ويعيش ضمن قطعان صغيرة في غابات القصب الكثيفة، وهو متوسط في صفاته بين النوع البري وجاموس أناو.
يمتلك الجاموس 48 صبغياً في خلاياه بينما تمتلك الأبقار 60 صبغياً، ولا يمكن التلقيح بينهما. ويحتوي جلد الجاموس على سدس عدد الغدد العرقية الموجودة في الأبقار الأوربية المنشأ، وهو مغطى بأشعار قليلة ويجب ترطيبه باستمرار في حالة عدم توافر ظل كافٍ، وتحب حيواناته الخوض في الماء والبقاء فيه معظم النهار، كما تتميز من الأبقار بتحملها ارتفاع درجات الحرارة بشكل جيد، وتستفيد من الأعلاف الفقيرة والخشنة وتقاوم الأمراض والطفيليات بصورة أفضل، وتنمومواليده عادة بسرعة بسبب كون حليب الأم المرضع غنياً بالدهن والجوامد، كما أن لحم الجاموس أفقر بالكوليسترول والدهن من لحم الأبقار.

0 التعليقات: